الجزائر تسعى إلى تنمية صحاريها
يدعو النشطاء في مجال البيئة الجزائريون إلى تنمية المناطق الصحراوية جنوب البلاد في إطار حملة عامة لمعالجة التصحر والهجرة إلى المدن الشمالية.
كتبه قاسي راس الما من الجزائر لموقع مغاربية -- 22/12/06
[صور غيتي] الجزائر تسعى إلى تنمية المناطق الصحراوية الجنوبية من البلاد.
أصبحت تنمية المناطق الصحراوية الجنوبية ووقف الهجرة إلى المدن الجنوبية أولوية وطنية في الجزائر. فبيئة البلاد أصبحت تعاني من النمو السريع للسكان وسوء التخطيط الحضري ولهذا تعمل الحكومة الجزائرية في اتجاه سياسة استثمارية لفائدة المنطقة وسكانها.
وبحسب اليومية الجزائرية لاتريبين، فإن 40 ألف هكتار من الأراضي مهددة بالتصحر كل سنة. وسيكون لذلك أثر بليغ على الهجرة الداخلية في العشر سنوات المقبلة.
وفي الأسبوع الماضي، استضافت الجزائر المهرجان الدولي للثقافات والحضارات لشعوب الصحراء، حدث تواصل لأسبوع حول محاربة التصحر واحتفى بشعوب الصحراء عبر العالم.
ويسعى النشطون في مجال البيئة في الجزائر إلى تأسيس منتزهات في بعض هذه المناطق الصحراوية. وصرحت مينة فلوس، مساعدة مدير الوكالة الوطنية للمحافظة على البيئة، لمغاربية "تأسيس منتزهات وطنية في المناطق الصحراوية سيعني أنها ستكون محمية وهذا سيحسن من مستويات العيش للسكان المحليين."
بعض المناطق الصحراوية جنوب البلاد مثل تاغيت، لها موارد طبيعية ضخمة لم يفسدها الإنسان أو الطبيعة. تاغيت هي واحة على بعد 700 ميل جنوب غرب الجزائر العاصمة و55 ميل جنوب غرب بشار. هذه المنطقة الصغيرة التي تقع على الضفة الغربية لإرغ الغربي الأكبر تزخر بالكنوز الثقافية والطبيعية التي تجذب أعدادا كبيرة من السياح.
وهذا سيجعلها موقعا مثاليا لمنتزه طبيعي قد يساهم في خلق مناصب عمل لشباب المنطقة وسيساهم في تخفيف رغبتهم في الذهاب إلى الشمال. وقالت فلوس "هناك نقص في المنتزهات الوطنية في الصحراء، وتأسيسها سيساعد حتما على حماية الجيومورفولوجيا للمنطقة".
في محاضرة مؤخرا حول الموضوع، تطرقت فلوس لفوائد البرنامج. وقالت "تأسيس منتزه وطني في تاغيت سيساهم كذلك في توفير العمل للشباب وحماية البيئة".
وتزخر المنطقة بالتنوع الحيواني والنباتي مما سيضمن بيئة هادئة وساكنة للجميع، حسب قول فلوس، لكنها قلقة لكون "التلوث، خاصة الذي تسببه المجاري المنزلية، يؤثر بشكل كبير على البيئة ويجب معالجة هذا المشكل في الحين. إذا تم تأسيس منتزه وطني، فإن هذا سيحيي المنطقة".
وبدأت وكالة المحافظة على الغابات زرع الأشجار التي يمكنها التأقلم مع البيئة الصحراوية. كما تبحث عن طرق لإحياء الصحراء ووقف الزحف نحو الشمال. كما تتم صياغة خطط لمشروع استثماري فلاحي في المنطقة الجنوبية الصحراوية لخلق مناصب الشغل للشباب لكي لا "يهجروا" منطقتهم الأصلية.