أجارتنا أن المزار قريب
وأني مقيم ما أقامت عسيب
أجارتنا أنا غريبان ها هنا
وكل غريب للغريب نسيب
من أجود أشعاره:
يعز عليها ريبتي ويسوؤها
بكاء فتثني الجيد أن يتضوعا
بعثت إليها والنجوم ضواجع
حذارا عليها أن تهب فتسمعا
فجاءت قطوف المشي هيابة السرى
يدافع ركناها كواعب أربعا
يزجينها مشي النزيف وقد جرى
صباب الكرى في مخها متقطعا
تقول وقد جردتها من ثيابها
كما رُعت مكحول المدامع اتلعا
وجدّك لو شيء أتانا رسوله
سواك ولكن لم نجد لك مدفعا
تصد عن المأثور بيني وبينها
وتدني عليّ السابريّ المضلّعا
إذا أخذتها هزة الروع امسكت
بمنكب مقدام على الهول أروعا
ويقول
ديار لسلمى عافيات بذي الخال
الج عليها كل اسحم هطال
وتحسب سلمى لا تزال ترى طلاّ
من الوحش أو بيضا بميثاء محلال
وتحسب سلمى لا تزال كعهدنا
بوادي الخزامي أو على رأس أو عال
ثم يقول:
ويا رب يوم قد لهوت وليلة
بآنسة كأنها خط تمثال
يضيء الفراش وجهها لضجيعها
كمصباح زيت في قناديل ذُبال
وهبت له ريح بمختلف الصوا
صبا وشمال في منازل قُفّال
ومثلك بيضاء العوارض طفلة
لعوب تنسيني إذا قمت سربالي
لطيفة طيّ الكشح غير مغاضة
إذا انفلتت مرتجة غير متغال
قفا فيك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
إذَا ما الثُّريَّا في السَّماءِ تَعَرَّضَتْ
تَعَرُّضَ أثْناءِ الوِشَاحِ المُفَضَّلِ
فَجِئْتُ وَقَد نَضَّتْ لِنَوْم ثِيَابَهَا
لدَى السَّتْرِ إِلاَّ لِبْسَةَ المتفضل
فَقالَتْ يَمينَ اللهِ مَالَكَ حيْلَةٌ
وَمَا أن أَرَى عَنْكَ الْغَوَاية تَنْجَلِي
خَرَجتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَا
عَلَى أَثَريْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
فَلمَّا أَجزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وَانْتَحىَ
بنا بَطْنَ خَبْتٍ ذي قِفَافٍ عَقَنْقَلِ
هَصَرتُ بِفَوْدَىْ رَأْسِهَا فَتَمايَلَتْ
عَلَيَّ هَضِيم الكَشح رَيَّا المُمخَلْخَلِ
إذَا الْتَفَتَتْ نَحْوِي تَضَوَّعَ ريْحُهَا
نَسِيْم الصَّباَ جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُل
إذَا قُلْت هَاتِي نَوِّلّيْني تَمَايَلَتْ
عليّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المخَلْخَل
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيرُ مُفَاضَةٍ
تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ
تَصُدُّ وَتُبْدِي عَنْ أَسِيلٍ وَتَتَّقيَ
بنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةُ مُطْفِلِ
وَجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّيْمِ لَيْسَ بفَاحِش
إذَا هِيَ نَصَّتْهُ وَلاَ بِمُعطَّلِ
وَفَرْعٍ يَزيْنُ المَتْنَ أَسْوَدَ فَاحِمٍ
أَثِيْثٍ كَقِنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعْثكلِ
غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزَرَات إِلى الْعُلاَ
تَضِلُ المَدَارَى في مُثَنَّى وَمُرْسَلِ
وَكَشْحٍ لَطيْفٍ كالْجَدِيلِ مُخَصَّرٍ
وَسَاق كأُنْبُوبِ السَّقِّى المُذَلَّلِ
وَتُضْحِى فَتِيْتُ الْمِسْكِ فَوْق فِرَاشِهَا
نَؤُمُّ الضُّحَى لَمْ تنتطق عَنْ تَفضُّلِ