السودان مستعد لإغراق السوق الجزائرية باللحوم بأقل من 500 للكيلوغرام
القائم بالأعمال: لن تتصورا استياء السودان من الحملة الإعلامية المصرية
على خطى "الجزائر" بلد الشهداء الذي لم ولا ولن ينسى صنيع من يقف إلى جانبه، خصت جريدة "الشروق اليومي" بلد السودان بتكريم مميز. وعلى خطى أبناء الجزائر الأوفياء، أبى مديرها علي فضيل إلا أن يرد الجميل ويلبس برنوس الشرفاء والفرسان للفريق عمر البشير ممثلا في شخص القائم بالأعمال محمد عبد العال اعترافا منه ونيابة عن كل الشعب الجزائري بالنجاح الباهر الذي حققه السودان في استضافة "مباراة القرن" التي جمعت المنتخب المصري والجزائري، وكان فأل خير على الجزائر باستحقاقها تأشيرة التأهل للمونديال.
">
رحب المدير العام علي فضيل بالقائم بالأعمال محمد عبد العال ونقل إليه شكر الشعب الجزائري وامتنانه لما بذلت السودان من ج<LI styهود في إنجاح المباراة "لقد كانت فرصة تاريخية ليكتشف من خلالها الجزائريون شعب السودان العظيم ونحيي بالمناسبة الكفاءة العالية في التنظيم والإمكانات الكبيرة والطاقات البشرية المؤهلة التي استطاعت أن تدير مباراة حساسة جدا نجحت في احتضانها على كل المستويات".
من جهته، أشاد القائم بالأعمال بأخلاق الشعب الجزائري الذي بادر إلى شكر السودان دولة وشعبا من خلال منبر جريدة الشروق التي أثبتت أنها الأكثر تأثيرا محليا وإقليميا.. قائلا "انتهز هذه السانحة لأعبر أصالة عن نفسي ونيابة عن الشعب السوداني عن التقدير الكبير لكل الساهرين على تألق الشروق التي أثبتت أنها الأكثر تأثيرا في الساحة المحلية والإقليمية، ولحسن الحظ أننا نملك قناة فضائية اسمها -الشروق- فتشرق علينا هنا وهناك".
وأشار إلى أن كثيرين تساءلوا عن ماذا قدمت الجزائر للسودان، فكان جواب السودان دولة وشعبا واضحا "الجزائر تلعب دورا أساسيا في دعم السودان وقضايا السودان، لقد قدمت الكثير ولاتزال لنا ولكل المحافل الإقليمية والدولية ويكفينا فخرا أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قال لمبعوث البشير "انقل عني للبشير أن الجزائر دولة وشعبا مع البشير ظالما أو مظلوما"، وهذا التصريح حسبه- عملة نادرة وقليلون هم من يملكون الشجاعة لقول هذا والالتزام به. هذا وكشف عن مشاريع شراكة استراتيجية ستجمع البلدين من اجل تبادل مصالح اقتصادية حقيقية فيها كل الخير للدولتين في الأفق.
واستنكر القائم بالأعمال ما طال السودان من إساءة مجانية حاول من خلالها الإعلاميون المصريون إقحام الشعب السوداني في معركة وهمية بإطلاق العنان للخيال ونسج سيناريوهات مغلوطة ولا أساس لها من الصحة، قائلا "استطيع أن انقل إليكم الاستياء الكبير الذي خلفته الحملة الإعلامية المصرية على كبرياء الشعب السوداني، خاصة بعد أن حول بعض الإعلاميين والفنانين التقليل من شأن السودان الاستهزاء بفنادقنا ومنازلنا ومستوانا المعيشي وهذا ما جرحنا في العمق".
هذا ورجع محمد عبد العال إلى ادعاءات بعض المصريين بأن اعتداءات خطيرة وقعت بالخرطوم وخلفت جرحى، قائلا "نؤكد مرة أخرى أن ما وقع لم يتعد حادثتين عاديتين لم تخلفا أية أضرار كبيرة على غرار أي مواجهة بين أنصار فريقين من البلد الواحد، حتى ونؤكد أيضا أنها وقعت قبل المباراة وسجل الأمن السوداني تسعة بلاغات لم تكتمل أصلا، وكم فوجئنا بهذه الحملة وبهذا التزييف والأكاذيب". وأضاف "المفارقة الكبيرة هي أن الرئيس عمر البشير تلقى من الرئيس مبارك ومن وزارة الخارجية ومن البرلمان المصري رسالة شكر وتهنئة على النجاح في احتضان الحدث، ثم خرجت أصوات إعلامية تقول بفشل السودان وعدم قدرته على احتواء الوضع".
"
يتواصل مسلسل كشف ألاعيب الفضائيات المصرية بالدليل القاطع من طرف الذين كانوا في موقع الحدث، لا سيما المنظمين ورجال الأمن السودانيين، وتحاول دكاكين الفتنة أن تبذل كل ما في وسعها من أجل جعل السودانيين ينطقون بكلمة ضد الجمهور الجزائري، لكن السودانيين حكومة وشعبا لازالوا مصرّين على قول الحق مهما كان الثمن، وآخر الدلائل التي تُكذّب المصريين هو التصريح الذي أدلى به العميد عادل البشاير رئيس لجنة تنظيم المباراة الفاصلة عندما اتصل به معتز الدمرداش في حصة 90 دقيقة، حيث قال العميد البشاير:
"السودان تحكمت في المباراة بشكل جيد ولو أنه حدثت بعض المناوشات البسيطة، إلا أنها لم تؤثر تماما على السير الحسن للتنظيم خاصة خارج الملعب، لأن التنظيم داخل الملعب كان جيدا جدا، وأريد أن أكذب كل الكلام الذي يقال على إدخال الجزائريين أسلحة بيضاء إلى المدرجات، حيث خضع هؤلاء المشجعين إلى عملية تفتيش دقيقة بواسطة آلة إلكترونية تكشف الأسلحة البيضاء، ولم نضبط أي سكين أو خنجر أو ما شابه ذلك، وحتى بعد نهاية اللقاء لم نتلق أي شكوى رسمية من طرف أي مناصر في جميع محافظات الشرطة".
هذا الكلام الذي فضح المصريين مرة أخرى جعل معد الحصة عادل الدمرداش يندم على الإتصال بالعميد البشاير.
نجاح الجسر الجوي الذي نقل أنصار الخضر شجع على الفكرة
السودان مستعد لإغراق السوق الجزائرية باللحوم الحمراء بسعر 500 دينار فقط
كشف القائم بالأعمال بالسفارة السودانية بالجزائر، محمد عبد العال، أن بلاده مستعدة لتغطية حاجيات الجزائر الإجمالية من اللحوم الحمراء الطازجة، لا سيما لحوم الأبقار والغنم الواسعة الاستهلاك في الجزائر، والتي تستورد حاليا من بلدان أمريكا اللاتينية وأوربا.
وقال الدبلوماسي السوداني في زيارة لـ »الشروق« إن ميزة اللحوم السودانية تتمثل في أسعارها التنافسية جدا، بحيث لا يتعدى سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم الطازج، عند الاستهلاك 450 دينار، فضلا عن كونها تذبح وفق قواعد الشريعة الإسلامية، عكس اللحوم المجمدة المستوردة من بلدان غير إسلامية، الموجودة حاليا في الأسواق الجزائرية وبأسعار خيالية.
وأكد محمد عبد العال، أن تجربة الجسر الجوي الذي نقل أنصار الفريق الوطني الجزائري للسودان، أثبتت إمكانية نقل كميات هائلة من اللحوم الطازجة، خلال أربع ساعات فقط، ووضعها في السوق الجزائرية في وقت قياسي وبسعر يتراوح بين 400 و450 دينار على أقصى تقدير، علما أن اللحوم السودانية خالية من مواد التسمين الكيميائية المعروفة بخطورتها على الصحة البشرية، المستعملة في الدول التي تستورد منها الجزائر اللحوم المجمدة،
وأوضح ضيف الشروق أن بلاده تتوفر على ثروة حيوانية هائلة تعادل 240 مليون رأس من الأبقار والأغنام والجمال، بفضل شساعة الأراضي الزراعية وتوفر المراعي الطبيعية، نظرا للتنوع المناخي الهائل، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الملايين من الماشية السودانية تموت بسبب الشيخوخة، لافتا إلى أن المملكة العربية السعودية والأردن، هما الدولتان اللتان تستوردان بقوة اللحوم الحمراء السودانية.
وأشار محمد عبد العال إلى محدودية التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الجزائر والسودان، وأرجع ذلك إلى جملة من الأسباب الموضوعية، في مقدمتها ضعف حركية المواصلات، وغياب المعلومات عن البلدين لدى رجال الأعمال، إضافة إلى ضعف التجارة البينية العربية العربية، مقارنة بحركة التجارة مع أوربا والصين.
ودعا بالمناسبة الدبلوماسي السوداني، الدولة ورجال الأعمال الجزائريين، إلى الاستثمار في السودان، واستغلال الإمكانيات التي تتوّفر عليها بلاده، والتي وصفها بالقارة، وسلة الغذاء العالمي، كما اصطلح عليها في اجتماع روما الأخير للمنظمة العالمية للغذاء (الفاو) إلى جانب كل من كندا وأستراليا.
لن ننسى معروفك ابدا يا سودان و نحن نهديك فوزنا هدية لما فعلته معنا.................