بلخادم: الجزائريون لن يسمحوا بالاهانة أو الطعن بتاريخهم ورموزهم
الجزائر ـ 'القدس العربي': أعلن عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية ان الجزائر لن تسمح بأي إهانة أو تطاول أو طعن في تاريخ شعبها، مؤكدا أن النظرة الاستعلائية لدى المصريين مرفوضة.
وقال بلخادم في تصريح للصحافيين على هامش الاستقبال الذي خص به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لاعبي المنتخب الجزائري بعد عودتهم ببطاقة التأهل للمونديال من السودان، ليلة الخميس، ان ما يربط الشعبين الجزائري والمصري 'أكبر بكثير من أن يتأثر بانفعال بعض المصريين'.
وأشار إلى أنها في النهاية مجرد مباراة كرة قدم وما يربط الشعبين أكبر بكثير من ذلك، مشددا على أن الجزائريين كانوا ضيوفا على مصر في مباراة السبت الماضي ولم يكونوا معتدين.
وأكد أن 'النظرة الاستعلائية ليست مقبولة'، موضحا أن الشعب الجزائري 'يقدر كل شيء، لكن لا يقبل أن يهان أو يطعن في تاريخه وفي رموزه'.
وبشأن المباراة التي فاز فيها المنتخب الجزائري على نظيره المصري، أشار بلخادم إلى أن 'لاعبينا أثبتوا باحترافية في الميدان أنهم الأفضل والأقدر والأقوى في الكرة، وفي التعامل مع الآخر'.
أما فيما يتعلق بإقدام الجزائر على تسهيل نقل أنصار 'الخضر' إلى السودان، قال الوزير أن ذلك كان 'بهدف الفوز في ميدان كرة القدم لا أكثر، بدليل أن المباراة كانت نظيفة والتحكيم كان نظيفا أيضا، وحتى الجمهور كان أيضا نظيفا ولم يقع أي شيء'.
وأشاد الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة من جهة ثانية بالشعب السوداني الذي فتح بيوته لأنصار المنتخب الوطني، وشكر الحكومة السودانية على تعاونها، وتوفير الحماية للمنتخب وأنصاره في الخرطوم.
من جهة أخرى ندد مصدر دبلوماسي رفيع لـ'القدس العربي' بعملية اقتحام السفارة الجزائرية في القاهرة، مؤكدا أن الجزائر لن تتسامح مع الذين أساؤوا إليها. وأوضح المصدر أن السلطات الجزائرية بصدد إعداد 'قائمة سوداء' تتضمن أسماء إعلاميين وسياسيين وفنانين أساؤوا للجزائر حكومة وشعبا وتاريخا عبر الفضائيات المصرية التي تحولت إلى أبواق لشتم الجزائر، وأنها ستمنع هؤلاء من دخول الجزائر مستقبلا.
وأضاف المصدر ذاته أن الحكومة الجزائرية تدرك أن هناك محاولة لجرها إلى جدل عقيم، يريد البعض استغلاله لتغطية انهزام المنتخب المصري وفقدان بطاقة التأهل إلى المونديال، التي كانت ستمنح النظام المصري جرعة من الأكسجين، مشيرا إلى أن حكومة بلاده تدرك هذا الأمر وتعتقد أن كل هذا الضجيج شأن داخلي مصري لا علاقة للجزائر به.
وأشار إلى ان التهديدات التي يطلقها الإعلام المصري لا تخيف ولا تقلق، وأنه حتى وإن كانت الجزائر متمسكة بالعلاقات مع مصر، فإنها 'لن تتحايل على القاهرة للإبقاء عليها إن شاءت هذه الأخيرة قطعها'.
أما من الناحية الاقتصادية فإن الجزائر 'غير متضررة، لأن الاستثمارات التي يتم الحديث عنها لا تمثل شيئا والشركات المصرية الموجودة في الجزائر حصدت المليارات من الدولارات مستغلة ثغرات كانت في القوانين، وكذا حسن نية السلطات'، حسب المصدر.
أما فيما يتعلق بالأنشطة الفنية التي أعلنت بعض النقابات مقاطعتها، أوضح أن الكثير من الفنانين المصريين 'حظوا بتكريم لم يحصلوا عليه حتى في القاهرة، والجزائر دفعت ثمن ذلك من خزينة الدولة، وبالتالي فإن هذه المقاطعة ستوفر لنا الأموال التي كانت تصرف في تلك المناسبات'.
وأوضح أن الاتجاه العام داخل القيادة السياسية في الجزائر هو تجاهل الضجيج الواقع في مصر، لأن العالم بأسره غير مهتم به، مؤكدا أن الجزائر منشغلة بالاحتفالات وبالنصر الذي حققه المنتخب في السودان أمام نظيره المصري ونجاحه في العودة بالفوز والتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، بعد 24 سنة من الغياب عن هذه المنافسة الكروية.
جدير بالذكر أن السفارة المصرية بالجزائر استفادت من حراسة أمنية كبيرة حسب ما لاحظته 'القدس العربي'، دون أن يسجل أمامها أو بالقرب منها أي حادث، فلم يسع أي كان لتنظيم مظاهرة أمامها والجميع منشغلون بالاحتفال بالانتصار التاريخي على منتخب مصر، وعلى الصعود لكأس العالم.
في السياق ذاته اعلنت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان ان الجزائر استدعت الجمعة سفير مصر في الجزائر واعربت له عن 'استغرابها وقلقها الشديد' من 'التصعيد' في الحملة الاعلامية في مصر.
وأضاف البيان الذي نقلته وكالة الانباء الجزائرية ان وزير الخارجية مراد مدلسي كلف سفير مصر بـ 'ابلاغ سلطات بلاده استغراب السلطات الجزائرية وقلقها الشديد من تصعيد الحملة الاعلامية' في مصر.
كما اعرب مدلسي عن 'الامل في انهاء هذه الحملة لانها لا تخدم مصالح البلدين والشعبين'.
وتحولت التوترات بين القاهرة والجزائر حول مباريات في كرة القدم للتأهل لكأس العالم 2010، والتي فاز فيها الفريق الوطني الجزائري، الأربعـاء، الى ازمة دبلوماسية بعد ان استدعت مصر سفيرها من الجزائر 'للتشاور'.
و كما اقول دائما يفعلون كل هذا لانهم لم يهضموا الخسارة